تُعد انخفاضات الورك، أو ما يُعرف بالخفسات، من المشكلات الشائعة التي تؤثر على تناسق شكل الجسم، خاصةً عند النساء. وتظهر هذه الانبعاجات الجانبية في منطقة الورك نتيجة لعوامل تشريحية ووراثية تؤثر على توزع الدهون وبنية العظام في هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن هذه الحالة لا تُسبب أية أضرار صحية، إلا أنها قد تُسبب إزعاجًا من الناحية الجمالية، وتؤثر سلبًا على ثقة الفرد بنفسه، خصوصًا عند ارتداء الملابس الضيقة أو ملابس السباحة.
في ظل التقدم الكبير في تقنيات التجميل، أصبحت معالجة الخفسات أمرًا ممكنًا وفعالًا، وذلك من خلال حقن الخفسات بالدهون الذاتية، وهي تقنية آمنة وطبيعية تعتمد على استخراج الدهون من مناطق معينة في الجسم (مثل البطن أو الفخذين)، ثم إعادة تنقيتها وحقنها في مناطق الانخفاض لتحقيق مظهر أكثر امتلاءً وتناسقًا. لا تقتصر فوائد هذه التقنية على تحسين شكل الورك فحسب، بل تُسهم أيضًا في نحت الجسم بطريقة طبيعية دون الحاجة إلى مواد صناعية.
كيف يتم علاج انخفاضات الورك؟
يُمكن للأشخاص الذين يعانون من انخفاضات الورك ويسعون لتحسين المظهر الجمالي لتلك المنطقة، الاستفادة من عدة خيارات علاجية تتراوح بين الحلول غير الجراحية والإجراءات التجميلية الحديثة.
في الحالات الخفيفة، قد تُساعد التمارين الرياضية الموجهة واتباع نظام غذائي صحي على تقوية العضلات المحيطة بمنطقة الورك وتحسين الشكل العام للجسم، مما يُقلل من مظهر الانخفاضات إلى حدٍّ ما.
أما في الحالات التي يكون فيها الانخفاض بارزًا ويؤثر بشكل كبير على تناسق القوام، فقد يكون التدخل التجميلي ضرورياً. ويُعد حقن الخفسات بالدهون الذاتية أحد أكثر الحلول فعالية في هذا المجال؛ حيث يتم استخراج الدهون من مناطق معينة من جسم المريض، مثل البطن أو الفخذين، ثم تُعاد معالجتها وحقنها بدقة في مناطق الخفسات لملء الفراغ وتحقيق مظهر أكثر توازنًا وانسيابية.
قبل إجراء العلاج، يخضع المريض لفحص بدني شامل لتقييم درجة الانخفاض ومراجعة الحالة الصحية العامة. خلال هذا التقييم، يُؤخذ شكل الجسم بعين الاعتبار، وتُحدّد المشاكل الجمالية بدقة، كما يُناقش الطبيب مع المريض الخطة العلاجية المقترحة ويشرح التفاصيل المتعلقة بالإجراء. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء تحاليل وفحوصات طبية للتأكد من جاهزية المريض للعملية وضمان تحقيق أفضل النتائج بأعلى درجات الأمان.
كيف يتم إجراء حقن الخفسات بالدهون الذاتية؟
بعد الانتهاء من الفحص السريري والتأكد من أن المريض مؤهل للجراحة، يتم التخطيط لإجراء العملية وفقًا لاحتياجاته التشريحية والجمالية. ويتم حقن الخفسات بالدهون الذاتية على مراحل منظمة تشمل ما يلي:
- التخدير:في بداية الإجراء، يتم إعطاء المريض تخديرًا عامًا لضمان راحته أثناء العملية.
- استخلاص الدهون:بعد دخول مرحلة التخدير، يبدأ الطبيب بجمع الدهون اللازمة للحقن. عادةً ما يتم شفط الدهون من المناطق المحيطة بالانخفاض، مثل المناطق العليا والسفلى من الورك، وذلك لتحقيق توازن طبيعي في شكل الجسم.
وفي حال لم تكن كمية الدهون في هذه المناطق كافية، يمكن أخذ الدهون من مناطق أخرى مثل البطن، الخصر، الأرداف، أو الفخذين. - معالجة الدهون:تُنقّى الدهون التي تم شفطها بعناية لضمان جودتها واستعدادها لإعادة الحقن.
- حقن الدهون في منطقة الخفسات:يتم حقن الدهون المعالجة بدقة في مناطق الانخفاض باستخدام أدوات دقيقة أو حقن خاصة، دون الحاجة إلى أي شقوق جراحية أو غرز. هذا ما يجعل الإجراء أقل توغلاً وأكثر أمانًا.
- تقدير كمية الدهون:يُحدد الطبيب كمية الدهون التي سيتم حقنها بناءً على درجة الانخفاض وشكل الجسم العام، وذلك لتحقيق نتائج طبيعية ومتناسقة.
- ارتداء المشد بعد العملية:بعد الانتهاء من الجراحة، يُطلب من المريض ارتداء مشد ضاغط لدعم شكل الجسم الجديد والمساعدة في تقليل التورم وتسريع التعافي.
- مدة العملية:عادةً ما تستغرق العملية حوالي ساعتين، ويُمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم إذا كانت حالته مستقرة.
فترة التعافي بعد حقن الخفسات بالدهون الذاتية
بعد حقن الخفسات بالدهون الذاتية، من الضروري ارتداء المشد لمدة شهر تقريبًا لضمان ثبات الدهون وشكل الجسم الجديد. يُنصح بالراحة لمدة 4–5 أيام قبل العودة للنشاط اليومي، مع تجنّب التمارين والسباحة لمدة شهر.
- قد تظهر بعض التورمات أو الكدمات، وهي طبيعية وتزول تدريجيًا.
- اتباع نظام غذائي صحي وتجنّب السكريات والدهون الزائدة يساعد في الحفاظ على النتائج.
- في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لجلسة ثانية من الحقن حسب درجة الانخفاض.
تكاليف حقن الخفسات بالدهون الذاتية
تتضمن تكلفة حقن الخفسات بالدهون الذاتية إجراءين: شفط الدهون وحقن الدهون، لذلك تختلف الأسعار حسب تفاصيل الحالة.يمكن أن تشمل العملية أيضًا تنحيف الخصر أو البطن وتكبير الوركين، مما قد يؤثر على التكلفة النهائية.
تعتمد الأسعار على عدة عوامل، منها:
- خبرة الطبيب
- تجهيزات المستشفى
- كمية الدهون المطلوبة
- نطاق الإجراء التجميلي
يتم تحديد السعر النهائي بدقة بعد الفحص الطبي وتقييم الحالة.
ما هو الحد الأقصى للعمر لإجراء حقن الخفسات بالدهون الذاتية؟
الحد الأدنى للعمر المطلوب لإجراء عمليات التجميل عمومًا، بما في ذلك جراحة انخفاض الورك، هو 18 عامًا. يجب أن يكون الشخص بالغًا ويتمتع بنمو جسدي مكتمل قبل الخضوع لهذا النوع من الإجراءات.
أما بالنسبة للحد الأقصى للعمر، فلا يوجد عمر محدد يمنع إجراء حقن الخفسات بالدهون الذاتية، ولكن يشترط أن يكون المريض بصحة جيدة ولا يعاني من مشكلات صحية تمنع التخدير أو تعيق التعافي بعد العملية. لذلك، يتم تقييم كل حالة على حدة من خلال الفحص الطبي قبل اتخاذ القرار.
هل يمكن للرجال إجراء حقن الخفسات بالدهون الذاتية؟
نعم، يمكن للرجال أيضًا الخضوع لجراحة انخفاض الورك.ورغم أن هذه المشكلة تظهر بشكل أكبر لدى النساء بسبب اختلاف التكوين الجسدي وتوزيع الدهون، إلا أن بعض الرجال قد يعانون من انخفاضات في منطقة الورك تؤثر على تناسق شكل الجسم.
لذلك، يمكن للرجال المهتمين بمظهرهم الخارجي الاستفادة من هذا النوع من الجراحة لتحقيق مظهر أكثر توازنًا وجاذبية.
هل نتائج حقن الخفسات بالدهون الذاتية دائمة؟
نعم، تعتبر نتائج جراحة انخفاض الورك باستخدام حقن الدهون الذاتية دائمة إلى حد كبير، حيث تلتصق الدهون المنقولة وتتكيف مع الأنسجة في المنطقة الجديدة. وبمجرد أن تستقر الدهون (عادة خلال بضعة أشهر)، يستمر المظهر المتناسق الناتج لسنوات.
ومع ذلك، في بعض الحالات التي تكون فيها الانخفاضات كبيرة، قد لا تكفي جلسة واحدة من الحقن، وقد يُنصح بإجراء جلسات إضافية للوصول إلى النتيجة المثالية.
هل حقن الخفسات بالدهون الذاتية خطير؟
عند إجرائها على يد طبيب مختص وذو خبرة، وباستخدام تقنيات آمنة،يعد حقن الخفسات بالدهون الذاتية إجراءً منخفض الخطورة.ومع ذلك، فإن الدقة في شفط الدهون من المناطق المانحة مهمة جدًا. ففي حال أُزيلت كميات كبيرة من الدهون بشكل غير متوازن، قد يؤدي ذلك إلى تشوهات أو عدم انتظام في تلك المناطق، مما يؤثر على الشكل العام للجسم.لذلك، من المهم اختيار جراح مؤهل لضمان تحقيق نتائج طبيعية وآمنة.